الجمعة، 6 أكتوبر 2017

الرئيسية بحث حول الاسرة الجزائرية للسنة الاولى متوسط

بحث حول الاسرة الجزائرية للسنة الاولى متوسط


تعريف الاسرة

تعتبر الأسرة كالخلية الحية، وهي كيان لمجتمع لما يحيط بها من التيارات المختلفة كالفساد والانحلال والانهيار، وكل هذا له اثر كبير في تهديد المجتمع كله، كما وتتكون هذه الأسرة من الأب والأم والأولاد، أو قد تكون مكونة من الزوج والزوجة فقط. فإن لكل فرد فى أسرته دوره الفعال في كيان هذه الأسرة حيث أنه يتأثر بها، أو تتأثر به
اشتق لفظ «الأُسرة» family من الأَسْر، وهو التقييد أو الشدّ بالإسار، والأسرة هي الدرع الحصينة أيضاً، فهو يتضمن إذن معنيي الإحكام والقوة. وقد أُطلق لفظ الأسرة على عشيرة الإنسان ورهطه الأدنين، لأن الصلات القوية التي توحّد أعضاءها وتحول دون تشتتهم تشبه الإسار الذي يقيّد الأسير، ولأنها توفّر لأعضائها الحماية وأسباب القوة والمنعة بما يتولد من اجتماعهم من تعاون وتناصر وتوادّ وتراحم.
أما اللفظة المولّدة «العائلة» التي تعدّ أقرب مرادف «للأسرة» فتقوم على أصل لغوي آخر، وعيال المرء هم الذين يتدبر أمرهم ويكفل عيشهم.
ومع ازدهار العلوم الاجتماعية في الحقبة الحديثة ووفرة الدراسات العلمية للأسرة صيغت تعريفات كثيرة للأسرة، لكن قسماً كبيراً منها وقع ضحية النظرة الواحدية الجانب أو جاء مخلاً بشروط التعريف العلمي المتمثلة بالشمول والدقة والصحة والموضوعية.
ولعلّ أفضل تعريف للأسرة أنها جماعة من الناس توحدّهم صلات قربى قوية قائمة على روابط الدم أو الزواج أو التبنّي والادعاء، وتجمعهم روابط العيش المشترك الذي تُراوح أنشطته بين اللهو وتمضية وقت الفراغ والعمل وتناول الغذاء والإقامة والتعاون والثقة والسكنى في دار واحدة. وقد انبثقت هذه الجماعة في ظروف الحياة الطبيعية والاجتماعية للإنسان، لتؤدي وظائف ضرورية لكل من الفرد والمجتمع، أقلها الإشباع العاطفي لأفرادها، وتوفير وضع ملائم للتعاون الاقتصادي والتواصل الجنسي والتناسل ورعاية الذرية والحفاظ على مظاهر الحضارة ونقلها من جيل إلى آخر. فتلتقي من خلال الأسرة مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، ويصبح هذا المجتمع الصغير ضامناً شؤون حياة الزوجين ونشأة الأولاد وإعدادهم وانتظام بقاء النوع الإنساني. وللأسرة حجم يكبر أو يصغر، ودورة حياة تطول أو تقصر، ولها نطاق من ذوي القربى يتوسع أو يضيق، وطرائق لاكتساب العضوية، يتبدّل التركيز عليها بتبدّل الحال واختلاف المكان والزمان. وللأسرة أشكال متنوعة مختلفة في بناها ووظائفها وأساليب تكونها ونمط علاقاتها الداخلية والخارجية نشأت في غضون التطور الاجتماعي.

كيف كانت الاسرة الجزائرية قديما؟؟؟ وكيف صارت حديثا؟؟؟


1-  الأسرة الجزائرية في عهد الاستعمار الفرنسي 1830-1962 

لا يمكن لأي عاقل أن يتجاهل أن الاستعمار الفرنسي عندما دخل الجزائر دخلها مستعمرا ومدمرا لكل ما فيها؛ فدّمر مزارعها وحقولها، وحّول قمحها إلى خمر وتبغ، لأن الاستعمار كان يعلم أن الأرض هي محور رزق الجزائري وبالتالي اتجه إليها مباشرة بالتدمير والحرق، واتجه إلى شعبها جماعات وأفراد هالكا ومعدما لكل من ينطق برفض الاستعمار، ومن بقي منهم على قيد الحياة حاول معه أبشع صور الإبادة الجسدية والفكرية، ليبث بين أبناء الشعب سياسة التنصير، من أجل أن تصبح الجزائر فرنسية؛ إلا أن مصلحي هذه الأمة لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمات الإبادية لشعب عربي مسلم؛ بل وقفوا ضد كل القوانين الاستعمارية آنذاك التي سنت لتفكيك المجتمع الجزائري بشتى الوسائل، فظهر الإمام ابن باديس مثلا ليدوي بصوته قائلا:" ثم إن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست فرنسا، ولا يمكن أن تصير فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو - أرادت – بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها وفي أخلاقها، وفي عنصرها، وفي دينها...". 
ويمكن سرد بعض الأساليب الاستعمارية التي هدفت من ورائها إلى تفكيك الأسرة الجزائرية خصوصا والمجتمع الجزائري عموما: مثل تحطيم النسب العائلي، والتقتيل، والتشريد، والتنصير، ونشر الموبقات والوسائل الهدامة مثل الخمر والقمار والزنى، وغيرها كثير
وقد عانت الأسرة الجزائرية من الصعوبات والتهميش، والبطالة وانخفاض مستوى المعيشة، مما أدى بها إلى رفض الاندماج في المشروع الجديد الوافد، في الوقت الذي ظن فيه الاستعمار أن مشروع تفكيك الأسرة الجزائرية يسهل تنفيذه، ولكنه أخطأ الظن، إذ أن عمليات الإبادة والقهر والتسلط عليها دعت أفرادها إلى الالتفات حول بعض والوقوف ضد المستعمر الغاشم، فبدل أن تتفكك الأسرة ويتجه بعض أفرادها إلى القبول بالمستعمر والترحيب به، تكاثف جهود الأفراد إلى الردّ القاسي والمتمثل في "تنامي قيم التعاطف والتضامن بين الأسر، والتمسك باللغة العربية، والقيم الثقافية الوطنية، وتعليم الأطفال اللغة العربية والقرآن في الزوايا والجوامع"
هذه العوامل والمتغيرات التي أثرت في الأسرة الجزائرية وعلاقتها بسياسات المستعمر الإبادية عجلت في قيام ثورة التحرير "وتكون الأسرة الجزائرية قد أمدتها بعوامل التحرير، يحدوها أمل الانبعاث مرة أخرى" إذ عمدت الأسر الجزائر إلى شحذ همم أطفالها أملا في تحقيق استقلال البلاد، فعبأتهم ضد المستعمر، ودفعت بهم للشوارع متظاهرين، وإلى الكُتاب والمساجد حافظين لكتاب الله، متمسكين بثوابت هويتهم العربية والإسلامية، رافضين لأساليب التنصير والعيش باطمئنان في كنف مستعمر غاشم، فكان للأم الجزائرية ما أرادت في شعلة الثورة الجزائرية 1 من نوفمبر 1954م، وجاء الاستقلال, بالتربية الإيجابية للأم الجزائرية
 
الأسرة الجزائرية مرحلة الاستقلال 1962- 1988م 
جاء المنعطف التاريخي سنة 1962م، الذي طالما انتظرته الأسرة الجزائرية بشوق لتتحرر من أدران المستعمر وسياساته العنصرية وتعيش في كنف قيمها وثوابتها العربية الإسلامية، ولم يخب جيل الثورة أملها في استرجاعه لأرضه
وعاش جيل الثورة عهد الاستقلال محاولا تحقيق آماله وطموحاته في حياة أفضل للمجتمع الجزائري العربي المسلم، وتحقيق المساواة في فرص التعليم والتوظيف، وحق المواطن الجزائري في حياة أفضل على كافة المستويات
ونقل جيل الثورة لأطفاله تاريخ الجزائر وقت الاستعمار، وبطولاته ضد المستعمر من أجل أن تحيا بلاده حرة مستقلة، وحاولوا بذلك أن يعبئوا أبناءهم ضد الظلم والمهانة التي عانوا منهما آنذاك من أجل أن يحس الأبناء أنهم في هذا الوقت, أفضل وأحسن حال آلاف المرات، وأن أبواب الخير وأحلام المستقبل ستتحقق بإذنه تبارك وتعالى في ظل استقلال البلاد، وكان لهذه التعبئة أثرها العميق في نفوس الأبناء الذين قدّروا تضحيات أبائهم وأجدادهم... ولكن بسبب عدم وجود مشروع اجتماعي واضح, والاضطراب الذي شهدته البلاد بسبب إقرار قانون الأسرة عام 1984م, كما كان للغزو الثقافي الغربي أثر كبير على بناء ووظيفة الأسرة

 الأسرة الجزائرية في مرحلة التغيير 5 أكتوبر 1988م -1991م

تأثرت الأسرة الجزائرية بأحداث الخامس من أكتوبر 1988م، وما تلا هذا التاريخ من أحداث وتداعيات على كافة مناشط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكان لهذا تأثير أعمق على مستوى الأسرة الجزائرية ، فبعد أن عاش الجزائري هانئا مطمئنا بعد خروج المستعمر، يحدوه الأمل في حياة أفضل كما كان يتمنى وهو يقاتل ضد المستعمر، لم يحصل الكثير.. الكثير من الأحلام التي كانت تراود الجزائري في العيش في كنف الحريات العامة، محققا حياة رغيدة؛ إذ استحوذت ثلة قليلة على أحسن الأعمال والوظائف والمناصب، وعاش غالبية الشعب الجزائري في الفقر، ولم يصلهم من مكاسب الثورة التحريرية حتى سلك كهربائي ينيرون به بيتهم المظلم. الأمر الذي دفع بالمواطن أن يعيش ناقما حاقدا على الذين يعتلون الكراسي ويزدادون غنى، وهو في مكانه يزداد فقرا مع انعدام الدعم لأساسيات السلع الاستهلاكية، مما كان له الأثر السلبي على طريقة تعامل الأب وولّي الأمر على أسرته وأفرادها، خاصة مع مطالب الأبناء التي لا تنتهي، ثم إن الوالدين أو بالأحرى الأب تنازل عن دوره التربوي في تنشئة الأولاد، واللهث وراء متطلبات الحياة اليومية

الأسرة الجزائرية في سنوات المأساة الوطنية 1991م- 2000م 

عاشت الجزائر سنين الجمر لم تشهد لها مثيلا أي دولة عربية مسلمة، القتل والتشريد والتهجير من القرى، وعدم الأمن خلال السفر، يضاف إلى ذلك عدم الإحساس بالأمان في البيوت نفسها، مما شكّل حالة من القلق و الرهبة في نفوس المواطنين، الذين انطووا على أنفسهم، وتكدر صفو حياتهم اليومية التي أصبحت خليطا بين هاجس الخوف اليومي والخوف من الغد. ولنا أن نتصور حال الأسر الجزائرية ومعاناتها اليومية في البحث عن الأمن والأمان لأبنائها، ناهيك عن البحث عن لقمة العيش التي يشارك فيها الأطفال أنفسهم في ظل تدهور الحياة الاقتصادية للبلاد، فقد أثرت هذه التغيرات وغيرها وشكلت ضغوطا على الأسرة، فمست بناءها ووظيفتها، وضعفت معها الكثير من وظائف الأسرة المطلوبة مثل التربية الجسمية والنفسية والعقلية، والتربية الخلقية والدينية، ناهيك عن التنشئة الاجتماعية التي توجه سلوك الطفل نحو اكتساب العلاقات الاجتماعية مع الآخرين؛ إذ تقوضت كل أسرة على نفسها، وضيّقت من حدود ومجالات التعامل حتى بين الجيران أنفسهم
وبفعل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتردية، جعل الآباء أكثر عرضة للقلق والتوتر ومشاعر الإحباط، وهذا ما ينعكس سلبا على أساليبهم التربوية داخل الأسرة وعلاقاتهم بأبنائهم
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه في هذه المرحلة ظهرت أسر جيل الجامعات أي الأسر المثقفة التي يعد أحد الوالدين فيها على الأقل خريجا جامعيا

 الأسرة الجزائرية مع بوادر انفراج الأزمة الجزائرية 2000م-2006م 

بانفراج الأزمة التي عاشتها الجزائر أكثر من 10 سنوات، شهدت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ازدهارا كبيرا، كان له الأثر العميق على الحياة اليومية للمواطن الجزائري عموما وعلى الأسرة الجزائرية خصوصا، فكل تغيير إيجابي أو سلبي في الحياة العامة للبلاد يكون له تأثيره الإيجابي والسلبي كذلك على يوميات الأسرة الجزائرية، ومنه على طرق التعامل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، فحالة الاكتئاب التي يشعر بها الأب خارج البيت تنعكس سلبا على طريقة تعامله مع زوجته وأولاده، كذا الأمر بالنسبة للأم فإذا كانت حالتها سيئة مع الزوج فإن هذا سينعكس مباشرة على الأولاد، مهما حاولت الأم ألا تظهر حقيقة ما تمر به. ​

اهمية الروابط الاسرية (الجلسات العائلية) في حياتنا



معروف أن العلاقات داخل الأسرة متشابكة، وتكون أحيانا ناجحة ومستقرة وفى أحيان أخرى يعكر صفوها الصعاب والمشكلات، وإن كانت السعادة هى سر من أسرار النجاح والتفوق واجتياز المحن، لذا فإن البحث عن أسرار علاقات ناجحة داخل الأسرة الواحدة، سوف يترتب عليه خروج أفراد ناجحين وقادرين على التعامل ومواجهة كافة الظروف الحياتية الصعبة، والتعامل معها على أفضل نحو، الأمر الذى سوف ينعكس على المجتمع بصورة إيجابية، ولكى نصل إلى علاقة أسرية ناجحة، فهناك عشر خطوات نوضحها، والتى تتمثل فى:
1- العمل على توفير بيئة جيدة داخل المنزل، وتهيئة الجو الأسرى بهدف تشجيع أفراد الأسرة على الإقبال والرغبة الدائمة فى التواجد داخل المنزل والاستمتاع بالجلسات الأسرية، وهذا الأمر يكون مهمة الأم والأب معاً.
2- تقديس فكرة الترابط ومشاركة أفراد الأسرة بعضهم فى كل المناسبات السعيدة وكذلك الحزينة، وتبادل الهدايا حتى وإن كانت بسيطة لأنها لها أثر رائع فى إدخال البهجة على القلوب.
3- الحرص على بناء علاقة قوية مع الله، وتشجيع أفراد الأسرة بعضهم على أداء العبادات لتغذية الروح وغرس القيم والأركان الدينية لدى الأطفال، منذ اللحظات الأولى من خلال حرص الأب والأم على أداء الشعائر والعبادات الدينية داخل المنزل ليكونوا قدوة لصغارهم.
4- الاعتياد على مناقشة كل الأمور الخاصة بالأسرة، بشكل دبلوماسى وحضارى سواء كانت مادية أو اجتماعية أو غيرها بمشاركة جميع أفراد الأسرة، مع الأخذ بآراء الأولاد وعدم تهميشهم، ولكن مع ضرورة احترام الخصوصية الأسرية التى تقضى بعدم جواز مناقشة الأمور الأسرية فى ظل وجود الغرباء.
5-  الاهتمام بالجانب التثقيفى وتنمية مهارت أفراد الأسرة والتشجيع على ذلك من جانب قائد الأسرة، ويمكن فعل ذلك بسهولة من خلال تجهيز مكتبة صغيرة تضم مختارات من الكتب فى شتى المجالات داخل المنزل.
6- على كل فرد داخل الأسرة أن يعى ويدرك جيداً دوره ومسئوليته تجاه أسرته وألا يتأخر عن إنجاز هذا الدور للحفاظ على التوازن الأسرى.
7- حل أى مشكلة فور حدوثها على أن يكون أساس حل هذه المشكلات قائما على فكرة التكامل واللين وبعيدا كل البعد عن القسوة، وعدم كتمان المشاكل لأن ذلك الأمر له دور قوى فى تصفية الأجواء الأسرية والحفاظ على متانة العلاقة بين أفراد الاسرة، كما أنه يساهم بشكل كبير فى تحطيم فكرة التفكك الأسرى.
8-  الحفاظ على العلاقات الاجتماعية التى تتميز بالحب والتميز مع شبكة الأقارب والمعارف والأصدقاء.
9- التواصل بشكل مستمر وتناول معظم الوجبات الرئيسية لكل أفراد الأسرة مع بعضهم، وعدم الانسياق وراء الحداثة والتكنوجيا فى هدم التواصل وخلق هجرة مقنعة داخل المنزل.
10- الحرص على الترفيه الأسرى بشكل دائم لتفريغ الشحنات والطاقات السلبية التى تتكون نتيجة ظروف العمل القاسية وكذلك الدراسة، للخروج عن روتين الحياة اليومية، ويمكن تنفيذ ذلك بسهولة عن طريق تحديد يوم العطلة الأسبوعية للذهاب إلى النادى مثلاً بشرط أن يشترك كل أفراد الأسرة فى عمل شىء واحد مثل الاشتراك فى لعبة معينة يحبها الجميع أو الذهاب للسينما أوحتى الخروج للتسوق
يتم التشغيل بواسطة Blogger.